الميدان الرياضي : بعد تجديد الثقة.. 5 نصائح لجمال سلامي لينجو بالنشامى
التاريخ : 2024-11-25

بعد تجديد الثقة.. 5 نصائح لجمال سلامي لينجو بالنشامى

عجز المغربي جمال سلامي المدير الفني لمنتخب الأردن لكرة القدم، عن تحقيق الحد الأدنى مما هو مطلوب منه منذ تسلمه الإدارة الفنية خلفاً لمواطنه الحسين عموتة الذي قرر فسخ عقده لتدريب الجزيرة الإماراتي.

وكانت مغادرة عموتة قد شكلت صدمة كبيرة لمسؤولي اللعبة وجماهير كرة القدم الأردنية، ولا سيما أنه كان يحظى بكل أشكال الدعم وتحديداً بعد أن حقق إنجازاً تاريخياً مع الأردن بقيادته لوصافة كأس آسيا التي أقيمت في قطر بداية العام الحالي.

ووضعت الجماهير الأردنية أيديها فوق قلبها بعد رحيل عموتة خشية من تأثر أداء ونتائج منتخب النشامى، لكن الاتحاد الأردني وخلال تقديمه لسلامي في المؤتمر الصحفي بعث برسائل اطمئنان بأن المدرب الجديد سيكون بحجم المسؤولية وبأنه كان الخيار الأول للاتحاد قبل التعاقد مع عموتة.

وجدد الاتحاد الأردني لكرة القدم مساء اليوم الأحد بقيادة الأمير علي بن الحسين الثقة بالمدرب جمال سلامي ليواصل مهمته في قيادة النشامى، بعد أن تردد أن هناك احتمالية لفسخ عقده في ظل النتائج غير الملبية للطموح التي تحققت في تصفيات آسيا الحاسمة والمؤهلة لكأس العالم 2026.

ومع ختام الجولة السادسة، تراجع منتخب الأردن للمركز الثالث في المجموعة الثانية برصيد 9 نقاط خلف منتخب كوريا الجنوبية "14 نقطة"، والعراق الذي تقدم ثانياً بـ "11 نقطة".

وبعد تجديد الثقة، فإن جمال سلامي أصبح بحاجة لعدة نصائح للمضي بمنتخب الأردن نحو المسار الصحيح بعد أن أغفل كثيرًا الأمور المهمة بالفترة السابقة رغم توجيه النقاد والخبراء له بضرورة الالتفات إليها.

نعم لأصحاب العطاء لا الأسماء

مع فترة الأشهر الأربعة التي تفصل النشامى عن خوض مباراة الجولة السابعة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 والتي تجمعه مع منتخب فلسطين في عمان يوم 20 مارس/ آذار المقبل، فإن هذه المدة الزمنية كفيلة لتمنح المدرب سلامي الوقت المثالي لإحداث النهضة المطلوبة.

وأصبحت الحاجة ماسة لأن يلتفت سلامي لأصحاب العطاء وعدم حصر اختياراته بالأسماء اللامعة، حيث زرع بآلية اختياراته للاعبين، اليأس بمن يقدمون مستويات مميزة في الدوري المحلي، وظهر واضحاً أن المدرب لا يهتم بما يقدموه في المسابقات المحلية بدليل قلة متابعته للمباريات.

وبرز أكثر من لاعب في الدوري المحلي دون أن يتحصل على الفرصة المنافسة لمنتخب النشامى في وقت كان بعض اللاعبين ممن يتم استدعاؤهم لا يقدمون المستويات المطلوبة بل إنه كان يفضل استقطاب بعض المصابين ممن اكتسبوا الخبرات مع منتخب النشامى في مباريات سابقة، على من يؤكدون أحقيتهم في الانضمام لصفوفه.

ومن بين الأسماء التي برزت ولم تستدعَ، أدهم القرشي وحمزة الدردور وبهاء فيصل وحارس المرمى سيف أبو هزيم وبشار ذيابات.

 المبالغة في الاعتماد على ثنائية النعيمات والتعمري 

لم يأت سلامي بأي جديد، فقد حافظ على نهج منتخب النشامى من حيث الأسلوب والطريقة التي ظهر بها في كأس آسيا التي أصبحت مكشوفة لجميع المنتخبات المنافسة فيما بعد.

ولم يحدث سلامي أي مرونة تكتيكية جديدة حيث بقي حبيساً لثنائية يزن النعيمات وموسى التعمري، وعندما تعرضا للإصابة، وجد المدرب نفسه عاجزاً عن إيجاد أي حلول.

وكان بإمكان سلامي الاستعانة ببعض عناصر الخبرة وخاصة في الجانب الهجومي كبهاء فيصل وحمزة الدردور وهما بأسلوب لعبهما، قد يمنحان المدرب أسلوباً هجومياً جديداً، بحيث يشكل مفاجأة للمنتخبات المنافسة.

وينبغي لسلامي التفكير بأكثر من أسلوب هجومي لمنتخب النشامى ولا سيما أن كرة القدم الأردنية تعد زاخرة بالعناصر المميزة التي تفتح أمامه خيارات جديدة في أسلوب وطريقة اللعب.

الحزم والشجاعة في التعامل مع لاعبي الأردن

افتقد سلامي للحزم والجرأة والشجاعة والوضوح في التعامل مع المطبات التي كان يتعرض لها منتخب النشامى في مشوار التصفيات، فإصراره على الإبقاء على اللاعبين المصابين ضمن قائمة اللاعبين لم يكن مبرراً، وربما كان يخشى من ردة فعل الجماهير أو اللاعبين أنفسهم نظراً لشعبيتهم الكبيرة.

وظهر في بعض المباريات أن عدداً من اللاعبين تخلوا عن الأداء الجماعي وأصبحوا يميلون للفردية والاستعراض وثمة من وصل لدرجة الإشباع، مما أثر على أداء ونتائج المنتخب الأردني، لكن سلامي لم يحرك ساكناً، وشعرت الجماهير في لحظة من اللحظات بأن بعض اللاعبين من فئة الخمس نجوم لا يمكن سحبهم من أرضية الملعب رغم تراجع مردودهم الفني والبدني بشكل ملحوظ ومؤثر.

قراءة المنافس والتعامل مع المباريات

أن تتقدم على الكويت ذهاباً وإياباً بهدف مبكر، ثم تنتهي المباراتان بالتعادل الإيجابي 1-1، فإن ذلك يحمل مؤشراً واضحاً بأن سلامي يعاني من بعض الخلل في قراءة المباريات وطريقة التعامل معها.

ولو تجرأ سلامي هجومياً بصورة أكبر في مباراة العراق وضبط استعراض بعض اللاعبين وميلهم للفردية لربما خرج بنتيجة الفوز، في حين بدأ الشوط الثاني أمام الكويت بأسلوب دفاعي عندما سحب محمود مرضي ودفع بدلاً منه بمحمد أبو حشيش  ليسلم المباراة للمنافس الذي تمكن في النهاية من إدراك التعادل وكان قريباً من تحقيق الفوز.

وتسيد منتخب الكويت في الشوط الثاني أحداث المباراة، وافتقد سلامي معركة خط الوسط دون أن ينجح في معالجة الأمر، ولولا تسرع لاعبي الكويت لربما عاد بالخسارة.

 تصريحات متضاربة أفقدته المصداقية

نوقن بأن ليس كل ما يقال في المؤتمرات الصحفية على لسان المدربين يجب أن يكون واضحاً وقد يتم اللجوء للتلاعب في بعض الكلمات للتمويه على المنافس، لكن ينبغي أن يكون المضمون قريباً من الحقيقة سواء بالتلميح أو غيره.

وظهر من خلال رصد تصريحات سلامي منذ قيادته لمنتخب الأردن في تصفيات كأس العالم، بأنها متضاربة وفي بعض الأحيان أفقدته مصداقيته مع الجماهير، وكذلك كشفت عن عدم تمكنه من الإدلاء بتصريحات تبعد عنه أي حرج.

ففي أحد المؤتمرات أكد لوسائل الإعلام أن قائد منتخب الأردن إحسان حداد جاهز لخوض المباراة، وبعد ذلك غاب اللاعب عن المباراة وعاد سلامي ليؤكد أن اللاعب كان مصاباً فعلاً.

وكشف سلامي أن حارس المرمى عبد الله الفاخوري لا يتحمل مسؤولية هدف التعادل أمام الكويت لأنه لم يكن جاهزاً من الناحية الذهنية والفنية، فكيف للحارس الثاني لمنتخب الأردن ألا يكون جاهزاً، وتساءلت الجماهير هنا عن دور الجهاز الفني في تهيئة اللاعب البديل.

وأكد جمال سلامي قبل مواجهة الإياب أمام الكويت ضرورة تدارك أخطاء مباراة الذهاب وتجنب تكرارها، وأن الفوز هو الهدف، لكن المباراة انتهت بالتعادل، وبعد المباراة صرح قائلاً: "التعادل أفضل من الهزيمة"، رغم أن التعادل كان بطعم الخسارة لمنتخب الأردن لأنه عجز عن تعويض النقطتين اللتين استنزفهما أمام المنافس ذاته ذهاباً في عمّان.
عدد المشاهدات : [ 23 ]
   
الإسم
البريد الإلكتروني
نص التعليق
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط ،
ويحتفظ موقع ' الميدان الرياضي ' بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أو خروجا عن الموضوع المطروح ، علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .